أنت في الصفحة : مقالات

مقالات
الامتنان
الامتنان
الكاتب : عماد العنكوشي

تأريخ النشر : 2021-07-06 13:36:46

الامتنان أو الشكر يعرفهُ المختصون بأنه: "المجازاة على الإحسان، أو الثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان". والشكر مبدأ أصيل في ثقافتنا الإسلامية ذُكر في مواضع عدة من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وأولى من يقدم له الشكر والثناء هو الله سبحانه وتعالى على سائر نعمه وفضل ما أعطى وجزيل ما خصنا به من خلقه، ولابد ان نعطي لأنفسنا مسؤولية التذكير كل يوم بما اعطانا الله من نعم كثيرة نشكره عليها في كل وقت، ويجب أن يكن الشكر روحيًا لا بنطق اللسان فقط، ويعود السبب في ان نشكر احسان الباري روحيًا هو الايجابية التي تعود على روح الشخص الممتن، فحينها يشعر بالسعادة التامة على ما اعطي، ويراد لنا أن نثمن هذه العطايا والهدايا الإلهية، والشكر أو الامتنان هو الاعتراف التام بقدرة الخالق على عطائه الدائم، ومن يشكر فلنفسه كقوله تعالى (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) ﴿٤٠ النمل﴾. أما فيما يخص شكر المخلوق فكثيراً ما نسمع عبارة "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" وتترد على لسان الكثير منا، ولكن هل الجميع يعرف معنى الامتنان، أو بالأحرى من منا يقدم الامتنان إلى من يقدم أو يسدي له معروفًا، فشذرات الشكر والامتنان هدية إلى من يقدم الإحسان، واكد علينا الله سبحانه في سورة الرحمن بالآية المباركة (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، أي بمعنى لابد ان يكون جزاء الإحسان إحسانًا، فهذه معادلة يجب العمل بها، والامتنان هو منظارك الذي يجعلك تعرف النعم التي تدور حولك، ولابد من شكر الله عليها اولاً ، ومن يقدم لنا الفضل ثانيًا، فيعود ذلك بالأثر الإيجابي على المجتمع، كي تكون هناك بذرة تُبث روح المساعدة ورد الجميل. عطر الانسان هو الخُلق الجميل، والصفات التي يحملها ويرضى بها ديننا الإسلامي الحنيف، لكن روحه كالأرض تحتاج إلى من يسقيها، ومن ضمن سقياها الشكر والامتنان، فالإنسان بعادته عندما يعمل شيئا مهمًا او يقدم مساعدة يحب ان يقدم له الثناء، مما يتسبب ذلك في زيادة الإبداع والانتاج والنشاط والحيوية، ووجد العلماء ان "من يمارسون الامتنان اليومي للحياة، هم أكثر استعداداً لاستقبال المزيد، فأكثر الممتنون هم المستحقون وكلما كنت أكثر امتنانا كانت أكثر استحقاقا لاستقبال المزيد من النعم والخير". ولو نقرأ سير العلماء الافاضل لوجدنا أحد أسباب نجاحهم ووصلهم إلى ما هم عليه، هو شكرهم للنعم التي تدور حولهم (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، فلنجعل هذا أول الدروس التي نصل بها إلى اهدافنا، كما يجب علينا ان نجعل الامتنان عادة للذين يقدمون لنا أي مساعدة أو فكرة او انجاز عمل معين، فهذا الشيء يكون خلية نجاح خصوصًا للذين يعملون ضمن فريق واحد وينتجون عملًا معينًا، يهدفون من خلاله الوصول إلى اهدافهم السامية، ومن اهم أواصر النجاح هو التفاهم بين الفريق والشكر فيما بينهم عند انجاز كل عمل. لذلك وجب علينا الشكر لله عز وجل اولاً على نعمه التي لا تنتهي، ونضع في جدول اعمالنا كل يوم أن نسجد سجدة شكر لله لدوام النعم، ثانيًا يجب أن نثمن اعمال الاخرين ومساعداتهم بالامتنان والثناء على ما يقدمون من فيوضات انعم الله بها علينا ايضًا، فليس كل واحد منا قادرًا على رد الجميل والثناء للشخص المقابل، فعلى اقل تقدير ندعوا الله ان يُديم علينا نعمه ونشكره على سائر فضله، فكل مادلينا هو منه سبحانه ،وحتى الشكر، فهو كما قال مولانا زين العابدين عليه السلام في مناجاة الشاكرين (وَشُكْري اِيّاكَ يَفْتَقِرُ اِلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ وَجَبَ لِذلِكَ اَنْ اَقُولَ لَكَ الْحَمْدُ)، والنعم لاتعد ولا تحصى، منها نعمة الصحة والعافية واتمام الخلقة وقوة البدن، ونعمة الأولاد وغيرها الكثير، فأي نعمة منها كافية على ان نشكر الله عليها في كل لحظة، ونذكّر أنفسنا وإياكم أن رد الاحسان احسان وهذه قاعدة ثابتة، فلنجعل الحياة فيوضات من الشكر والامتنان للخالق والمخلوق فبها تدوم النعم.
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

جاري التحميل ...

حدث خطأ بالاتصال !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...

الامتنان
Image 1
تاريخ النشر 2021-07-06

الامتنان أو الشكر يعرفهُ المختصون بأنه: "المجازاة على الإحسان، أو الثناء الجميل على من يقدم الخير والإحسان". والشكر مبدأ أصيل في ثقافتنا الإسلامية ذُكر في مواضع عدة من القرآن الكريم والأحاديث الشريفة، وأولى من يقدم له الشكر والثناء هو الله سبحانه وتعالى على سائر نعمه وفضل ما أعطى وجزيل ما خصنا به من خلقه، ولابد ان نعطي لأنفسنا مسؤولية التذكير كل يوم بما اعطانا الله من نعم كثيرة نشكره عليها في كل وقت، ويجب أن يكن الشكر روحيًا لا بنطق اللسان فقط، ويعود السبب في ان نشكر احسان الباري روحيًا هو الايجابية التي تعود على روح الشخص الممتن، فحينها يشعر بالسعادة التامة على ما اعطي، ويراد لنا أن نثمن هذه العطايا والهدايا الإلهية، والشكر أو الامتنان هو الاعتراف التام بقدرة الخالق على عطائه الدائم، ومن يشكر فلنفسه كقوله تعالى (وَمَنْ شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ) ﴿٤٠ النمل﴾. أما فيما يخص شكر المخلوق فكثيراً ما نسمع عبارة "من لم يشكر المخلوق لم يشكر الخالق" وتترد على لسان الكثير منا، ولكن هل الجميع يعرف معنى الامتنان، أو بالأحرى من منا يقدم الامتنان إلى من يقدم أو يسدي له معروفًا، فشذرات الشكر والامتنان هدية إلى من يقدم الإحسان، واكد علينا الله سبحانه في سورة الرحمن بالآية المباركة (هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ)، أي بمعنى لابد ان يكون جزاء الإحسان إحسانًا، فهذه معادلة يجب العمل بها، والامتنان هو منظارك الذي يجعلك تعرف النعم التي تدور حولك، ولابد من شكر الله عليها اولاً ، ومن يقدم لنا الفضل ثانيًا، فيعود ذلك بالأثر الإيجابي على المجتمع، كي تكون هناك بذرة تُبث روح المساعدة ورد الجميل. عطر الانسان هو الخُلق الجميل، والصفات التي يحملها ويرضى بها ديننا الإسلامي الحنيف، لكن روحه كالأرض تحتاج إلى من يسقيها، ومن ضمن سقياها الشكر والامتنان، فالإنسان بعادته عندما يعمل شيئا مهمًا او يقدم مساعدة يحب ان يقدم له الثناء، مما يتسبب ذلك في زيادة الإبداع والانتاج والنشاط والحيوية، ووجد العلماء ان "من يمارسون الامتنان اليومي للحياة، هم أكثر استعداداً لاستقبال المزيد، فأكثر الممتنون هم المستحقون وكلما كنت أكثر امتنانا كانت أكثر استحقاقا لاستقبال المزيد من النعم والخير". ولو نقرأ سير العلماء الافاضل لوجدنا أحد أسباب نجاحهم ووصلهم إلى ما هم عليه، هو شكرهم للنعم التي تدور حولهم (لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ)، فلنجعل هذا أول الدروس التي نصل بها إلى اهدافنا، كما يجب علينا ان نجعل الامتنان عادة للذين يقدمون لنا أي مساعدة أو فكرة او انجاز عمل معين، فهذا الشيء يكون خلية نجاح خصوصًا للذين يعملون ضمن فريق واحد وينتجون عملًا معينًا، يهدفون من خلاله الوصول إلى اهدافهم السامية، ومن اهم أواصر النجاح هو التفاهم بين الفريق والشكر فيما بينهم عند انجاز كل عمل. لذلك وجب علينا الشكر لله عز وجل اولاً على نعمه التي لا تنتهي، ونضع في جدول اعمالنا كل يوم أن نسجد سجدة شكر لله لدوام النعم، ثانيًا يجب أن نثمن اعمال الاخرين ومساعداتهم بالامتنان والثناء على ما يقدمون من فيوضات انعم الله بها علينا ايضًا، فليس كل واحد منا قادرًا على رد الجميل والثناء للشخص المقابل، فعلى اقل تقدير ندعوا الله ان يُديم علينا نعمه ونشكره على سائر فضله، فكل مادلينا هو منه سبحانه ،وحتى الشكر، فهو كما قال مولانا زين العابدين عليه السلام في مناجاة الشاكرين (وَشُكْري اِيّاكَ يَفْتَقِرُ اِلى شُكْر، فَكُلَّما قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ وَجَبَ لِذلِكَ اَنْ اَقُولَ لَكَ الْحَمْدُ)، والنعم لاتعد ولا تحصى، منها نعمة الصحة والعافية واتمام الخلقة وقوة البدن، ونعمة الأولاد وغيرها الكثير، فأي نعمة منها كافية على ان نشكر الله عليها في كل لحظة، ونذكّر أنفسنا وإياكم أن رد الاحسان احسان وهذه قاعدة ثابتة، فلنجعل الحياة فيوضات من الشكر والامتنان للخالق والمخلوق فبها تدوم النعم.

لا توجد اي صور متوفرة حاليا.