أنت في الصفحة : مقالات

مقالات
اهمية الاداء المتقن
اهمية الاداء المتقن
الكاتب : فراس الشمري

تأريخ النشر : 2021-07-06 13:55:48

تركيز المرء على جهده وعمله بات في العصر الحديث من سمات الاشخاص الناجحين في الحياة ، وليس الامر هذا بجديد ، إذ نجد أن القرآن الكريم قد نبه لذلك بصورة دقيقة في قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). من هذا المنطلق القرآني يتبيّن لنا ان العمل مرتبط بالنتائج فكل عمل من المؤكد ان له نتائج مهما كان نوعه وحجمه ونستطيع القياس بين العمل او ما يسمى الاداء ونتائجه، وفق هذا التمهيد ينبغي ان نعرف ما المقصود بالأداء؟ الاداء هو النتائج والحصيلة التي وصلت اليها او قل هو ما تم تحقيقه فعلاً وربما الانجاز النهائي، ويعني بعبارة أخرى، ان ترى نتيجة جهدك واعمالك سواء على المستوى الذاتي او على المستوى المؤسسي، لذلك نقول لديك نتائج يعني لديك اداء ليس لديك نتائج ليس لديك اداء ومستوى نتائجك يفصح عن مستوى اداءك. ما رأيك لو قلت لك: هل تستطيع ان تصف لي واقعنا؟ ستكون اجابتك: ضعف في الاداء، ضعف في الممارسات، ضعف في النتائج، وغيرها الكثير، اليس كذلك؟ هذا الاستنتاج طبيعي جدا في ظل حالة الجهل لدى من يمسك بزمام الامور وسوء المنتجات وتفشي حالة قانون الغاب في أيامنا هذه، بلا ريب ستكون كل الكلمات التي في رأسك سلبية جداً، ولا توصف الواقع بأقل من كلمة مرير! ويظهر اننا بحاجة ماسة الى قياس الاداء ومعرفة النتائج، ولكي نعرف ذلك نقول: هل بذلنا للموارد سواء كانت المادية او البشرية في محلها ام لا ؟ هل اننا ننتج جديداً بهذه الموارد ام نهدرها؟ هل وقفنا على واقعنا وتأملناه؟ لا شك ان الاعمال الناجحة والمنجزات الصحيحة ترتكز على الاداء والعمل الموفق المستند الى الخبرة ونجد الاشارات العامة في الكتاب العزيز التي تؤكد أن العمل مرصود ومنظور كما في قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ). ما اسباب ضعف الاداء وسوء النتائج؟ ان مشكلتنا لا تكمن في قطاع دون آخر بل في الكثير من القطاعات، اننا لا نعاني من غياب الجهود والنوايا الحسنة ولا ضعف الكفاءات أو قلتها بل نعاني من غياب الأداء الصحيح أي النتائج، ويظهر من ذلك اننا بحاجة ملحة لقياس الأداء. تصور ان شخصا يعمل بجهد كبير وحماس متواصل ويبذل اقصى ما عنده من مجهود وتنتهي المهمة وهو لم يحرز اي هدف او نتائج! فما جدوى التعب وبذل الجهد إذا لم تحرز النتائج بل هناك ضياع وهدر بالموارد والوقت وهذه هي المشكلة، من أهمية وعظمة الوقت أنّ المولى عزّ وجلّ أقسم به في مواطن كثيرة ومن ذلك قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر1-2)، وقوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) (الليل 1-2)، حيث نلاحظ من الآيات السابقة أنّ المولى عزّ وجلّ أقسم بالوقت لأنه خلقه لغاية نبيلة وهدف سام وهو عبادة الله وإعمار الأرض، ومن يبحث عن الأداء الواقعي يجب ان يتعرف على مراتب سلم نضج الاداء الذي يتكون من: 1- الفاعلية: وهي أدنى مراتب الاداء وهو القيام بالعمل بغض النظر عن النتائج اي مثل الفريق الذي خسر بعد ان بذل. كل ما في وسعه من مجهود لكنه لم يفز. 2- الفعالية: هنا يجب ان تكون لدينا اهداف محددة نرغب بالوصول اليها وبعد القيام بالعمل نقارن بين ما وصلنا اليه والنتائج المحددة. 3- الكفاءة: هنا نرتفع درجة اعلى ونقارن بين النتائج التي حققناها والموارد التي بذلناها سواء موارد مالية او بشرية . 4- الاداء العالي: نرتفع هنا اعلى ونقارن نتائج عملنا مع نتائج عمل اخر في التخصص نفسه وهنا تسمى هذه المرحلة بالنسبة للمؤسسات بالمنافسة كما في قوله تعالى (خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) 5- التميز: هذه هي اعلى المراتب في السلم بحيث تكون نتائجنا هي المرجع والمعيار على مستوى كل المنافسين. ان العمل بلا اداء غير مفيد ولا منتج ومبعثر وغير منظم، فاذا أردنا ان نغير الواقع يجب ان نقيس الاداء والنتائج، وقد أكّدت الروايات ضرورة سعي الإنسان الدائم إلى التطوير والتحديث والتجديد، فعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال: "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة"
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

جاري التحميل ...

حدث خطأ بالاتصال !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...

اهمية الاداء المتقن
Image 1
تاريخ النشر 2021-07-06

تركيز المرء على جهده وعمله بات في العصر الحديث من سمات الاشخاص الناجحين في الحياة ، وليس الامر هذا بجديد ، إذ نجد أن القرآن الكريم قد نبه لذلك بصورة دقيقة في قوله تعالى: (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ). من هذا المنطلق القرآني يتبيّن لنا ان العمل مرتبط بالنتائج فكل عمل من المؤكد ان له نتائج مهما كان نوعه وحجمه ونستطيع القياس بين العمل او ما يسمى الاداء ونتائجه، وفق هذا التمهيد ينبغي ان نعرف ما المقصود بالأداء؟ الاداء هو النتائج والحصيلة التي وصلت اليها او قل هو ما تم تحقيقه فعلاً وربما الانجاز النهائي، ويعني بعبارة أخرى، ان ترى نتيجة جهدك واعمالك سواء على المستوى الذاتي او على المستوى المؤسسي، لذلك نقول لديك نتائج يعني لديك اداء ليس لديك نتائج ليس لديك اداء ومستوى نتائجك يفصح عن مستوى اداءك. ما رأيك لو قلت لك: هل تستطيع ان تصف لي واقعنا؟ ستكون اجابتك: ضعف في الاداء، ضعف في الممارسات، ضعف في النتائج، وغيرها الكثير، اليس كذلك؟ هذا الاستنتاج طبيعي جدا في ظل حالة الجهل لدى من يمسك بزمام الامور وسوء المنتجات وتفشي حالة قانون الغاب في أيامنا هذه، بلا ريب ستكون كل الكلمات التي في رأسك سلبية جداً، ولا توصف الواقع بأقل من كلمة مرير! ويظهر اننا بحاجة ماسة الى قياس الاداء ومعرفة النتائج، ولكي نعرف ذلك نقول: هل بذلنا للموارد سواء كانت المادية او البشرية في محلها ام لا ؟ هل اننا ننتج جديداً بهذه الموارد ام نهدرها؟ هل وقفنا على واقعنا وتأملناه؟ لا شك ان الاعمال الناجحة والمنجزات الصحيحة ترتكز على الاداء والعمل الموفق المستند الى الخبرة ونجد الاشارات العامة في الكتاب العزيز التي تؤكد أن العمل مرصود ومنظور كما في قوله تعالى: (وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ ۖ). ما اسباب ضعف الاداء وسوء النتائج؟ ان مشكلتنا لا تكمن في قطاع دون آخر بل في الكثير من القطاعات، اننا لا نعاني من غياب الجهود والنوايا الحسنة ولا ضعف الكفاءات أو قلتها بل نعاني من غياب الأداء الصحيح أي النتائج، ويظهر من ذلك اننا بحاجة ملحة لقياس الأداء. تصور ان شخصا يعمل بجهد كبير وحماس متواصل ويبذل اقصى ما عنده من مجهود وتنتهي المهمة وهو لم يحرز اي هدف او نتائج! فما جدوى التعب وبذل الجهد إذا لم تحرز النتائج بل هناك ضياع وهدر بالموارد والوقت وهذه هي المشكلة، من أهمية وعظمة الوقت أنّ المولى عزّ وجلّ أقسم به في مواطن كثيرة ومن ذلك قوله تعالى: (وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ) (العصر1-2)، وقوله تعالى: (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى * وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى) (الليل 1-2)، حيث نلاحظ من الآيات السابقة أنّ المولى عزّ وجلّ أقسم بالوقت لأنه خلقه لغاية نبيلة وهدف سام وهو عبادة الله وإعمار الأرض، ومن يبحث عن الأداء الواقعي يجب ان يتعرف على مراتب سلم نضج الاداء الذي يتكون من: 1- الفاعلية: وهي أدنى مراتب الاداء وهو القيام بالعمل بغض النظر عن النتائج اي مثل الفريق الذي خسر بعد ان بذل. كل ما في وسعه من مجهود لكنه لم يفز. 2- الفعالية: هنا يجب ان تكون لدينا اهداف محددة نرغب بالوصول اليها وبعد القيام بالعمل نقارن بين ما وصلنا اليه والنتائج المحددة. 3- الكفاءة: هنا نرتفع درجة اعلى ونقارن بين النتائج التي حققناها والموارد التي بذلناها سواء موارد مالية او بشرية . 4- الاداء العالي: نرتفع هنا اعلى ونقارن نتائج عملنا مع نتائج عمل اخر في التخصص نفسه وهنا تسمى هذه المرحلة بالنسبة للمؤسسات بالمنافسة كما في قوله تعالى (خِتَامُهُ مِسْكٌ ۚ وَفِي ذَٰلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ ) 5- التميز: هذه هي اعلى المراتب في السلم بحيث تكون نتائجنا هي المرجع والمعيار على مستوى كل المنافسين. ان العمل بلا اداء غير مفيد ولا منتج ومبعثر وغير منظم، فاذا أردنا ان نغير الواقع يجب ان نقيس الاداء والنتائج، وقد أكّدت الروايات ضرورة سعي الإنسان الدائم إلى التطوير والتحديث والتجديد، فعن الإمام جعفر الصادق عليه السلام، قال: "من استوى يوماه فهو مغبون، ومن كان آخر يوميه شرّهما فهو ملعون، ومن لم يعرف الزيادة في نفسه كان إلى النقصان أقرب، ومن كان إلى النقصان أقرب فالموت خير له من الحياة"

لا توجد اي صور متوفرة حاليا.