أنت في الصفحة : بحوث

بحوث
تفسير البيان في الموافقة بين الحديث والقرآن
تفسير البيان  في الموافقة بين الحديث والقرآن
الباحث : م.م. سرمد فاضل الصفار

تأريخ النشر : 2018-09-08 10:36:25

م.م. سرمد فاضل الصفار المؤلف : هو العالم العارف المحقق المدقق السيد محمد حسين بن السيد محمد، الذي يعود نسبه من طرف الاب الى الامام الحسن المجتبى  ومن طرف الام الى أخيه الامام الحسين  ومن هنا نراهقدس سره يكتب في بعض توقيعاته (السيد محمد حسين الحسني الحسيني الطباطبائي) ولد -رضوان الله تعالى عليه سنة 1321هـ وسط عائلة معروفة بالتقوى والزهد والعلم، انصرف الى دراسة العلوم الدينية في السادسة عشرة من عمره، ثم بعد سبع سنوات من الدرس الدؤوب قصد مهد العلم ومهوى قلوب الطلاب أعني الحوزة العلمية في النجف الاشرف للانتهال من عبيرها العذب، وبقي فيها عشر سنوات حضر فيها دروس الفقه والاصول عند فطاحل العلم ومفاخر الحوزة، كما بذل جهداً وافراً في دراسة الفلسفة والكلام والاخلاق والرياضيات والرجال. ثم عاد الى مسقط رأسه (تبريز) لسوء الظروف المعيشية التي كان يمر بها وبقي فيها ما يقارب عشر سنوات، ثم بعد ذلك غادرها الى المدينة الثانية للعلم آنذاك أعني الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، ولم يكن للفلسفة وما أشبهها رواج في هذه الحوزة؛ لذا نرى ان السيد العلامة قد اهتم اهتماماً بالغاً وركَّز على التدريس والتأليف في هذا المجال ومجال التفسير . للعلامة الطباطبائي آثار كثيرة ومهمة منها اضافة الى كتاب التفسير الذي بين أيدينا: الميزان في تفسير القران، بداية الحكمة، نهاية الحكمة، الشيعة في الاسلام، سنن النبي، القرآن في الاسلام، وغيرها من الآثار الغنية بالعلم والمعرفة. وبعد عمرٍ ناهز الواحد والثمانين سنة توفي العلامة في صباح يوم الاحد الثامن عشر من محرَّم الحرام، سنة 1402هـ ، ودفن في مدينة قم المقدسة بجوار السيدة الجليلة فاطمة المعصومة . التفسير والمفسر لا يخفى أن عملية التفسير لا تتيسر لأيّ أحد، بل لابد من امتلاك المُفسّر لمجموعة من الأدوات المعرفية للخوض بهذه الطريق الصعبة، وقد تمتع العلامة الطباطبائي بسعة العلم وغزارة المعرفة ومهارة التطبيق، في التعامل مع كتاب الله تعالى. والكتاب الذي بين أيدينا وهو كتاب (البيان في الموافقة بين الحديث والقرآن) الذي شرع المؤلف في تأليفه عند عودته من مدينة النجف الاشرف الى موطنه تبريز، وكان ذلك قبل شروعه في تأليف سفره القيِّم الآخر (الميزان في تفسير القرآن). وقد صنَّفه في أجزاء متعددة آنذاك، غير أن هذا المنجز لم يكتمل؛ فقد بدأ بسورة الفاتحة والبقرة وانهاها ليلة الاضحى سنة 1364هـ، واستمر بتأليفه الى نهاية سورة التوبة في منتصف شهر رمضان 1369هـ، وتوقف فيه عند أواسط سورة يوسف، ولعلّ السبب في عدم اكمال مصنفه هذا يعود  على ما ذكره بعض القريبين منه- الى الاضطراب الذي حصل أثر هجوم الروس على مدينة تبريز. التعريف بمنهج المفسر: إنَّ من جملة المهام الصعبة أن يقوم الباحث بعملية التوفيق بين الآيات بظواهرها بحسب ما يعطيه مفادها والروايات الواردة في تفسيرها، وما يتراءى من الاختلاف الشاسع في مضامينها؛ ولذا نرى كثيرًا من المفسرين يتحاشون عملية الجمع والتوفيق بينهما، إما بإهمال هذا الجانب رأساً، أو يحاولون سرد الروايات التفسيرية من دون تعليق عليها، او يقتصرون على شيء يسير من التوضيح والتوفيق من دون الدخول في العمق او حل جذري للمسألة. والكتاب الماثل بين أيدينا يُمثّل نتاجًا فكريّا رائعًا من لدن العلامة الطباطبائيقدس سره؛ إذ صنفه على اساس الجمع والتوفيق بين الآيات والمرويات، بطريقة فريدة من نوعها، فكان يستنطق الآيات ويستخرج منها مفهوماً متكاملاً، ثم يغوص في الروايات ويستخرج منها مفهوماً رائعاً، ثم يلاقح بينهما، للتوصل الى نظرية موحدة فذة. ولم يستغرق مؤلفنا قدس سره في البحث عن اسانيد الروايات واحوال رجالها وبيان قوتهم أو ضعفهم، لأن غرضه  الذي اشرنا اليه آنفا- لم يكن يقتضي ذلك . كما انه لم يستغرق في الابحاث الفلسفية والتاريخية والاخلاقية، أو حتى في بيان معنى كل آية، وبهذا اختلف منهجه هنا عمّا نهجه هو بنفسه في كتاب تفسير الميزان . وفي الختام فإن هذا المصنف من النتاجات التفسيرية المهمة التي ابدع في كتابته العلامة الطباطبائيقدس سره كما عهدنا ذلك في جميع مصنفاته القيمة.
تعليقات القرآء (0 تعليق)
لاتوجد اي تعليقات حاليا.

ملاحظة: لطفا التعليق يخضع لمراجعة الادارة قبل النشر

جاري التحميل ...

حدث خطأ بالاتصال !
ستتم اعادة المحاولة بعد 10 ثوان ...

جاري التحميل ...

تفسير البيان في الموافقة بين الحديث والقرآن
Image 1
تاريخ النشر 2018-09-08

م.م. سرمد فاضل الصفار المؤلف : هو العالم العارف المحقق المدقق السيد محمد حسين بن السيد محمد، الذي يعود نسبه من طرف الاب الى الامام الحسن المجتبى  ومن طرف الام الى أخيه الامام الحسين  ومن هنا نراهقدس سره يكتب في بعض توقيعاته (السيد محمد حسين الحسني الحسيني الطباطبائي) ولد -رضوان الله تعالى عليه سنة 1321هـ وسط عائلة معروفة بالتقوى والزهد والعلم، انصرف الى دراسة العلوم الدينية في السادسة عشرة من عمره، ثم بعد سبع سنوات من الدرس الدؤوب قصد مهد العلم ومهوى قلوب الطلاب أعني الحوزة العلمية في النجف الاشرف للانتهال من عبيرها العذب، وبقي فيها عشر سنوات حضر فيها دروس الفقه والاصول عند فطاحل العلم ومفاخر الحوزة، كما بذل جهداً وافراً في دراسة الفلسفة والكلام والاخلاق والرياضيات والرجال. ثم عاد الى مسقط رأسه (تبريز) لسوء الظروف المعيشية التي كان يمر بها وبقي فيها ما يقارب عشر سنوات، ثم بعد ذلك غادرها الى المدينة الثانية للعلم آنذاك أعني الحوزة العلمية في مدينة قم المقدسة، ولم يكن للفلسفة وما أشبهها رواج في هذه الحوزة؛ لذا نرى ان السيد العلامة قد اهتم اهتماماً بالغاً وركَّز على التدريس والتأليف في هذا المجال ومجال التفسير . للعلامة الطباطبائي آثار كثيرة ومهمة منها اضافة الى كتاب التفسير الذي بين أيدينا: الميزان في تفسير القران، بداية الحكمة، نهاية الحكمة، الشيعة في الاسلام، سنن النبي، القرآن في الاسلام، وغيرها من الآثار الغنية بالعلم والمعرفة. وبعد عمرٍ ناهز الواحد والثمانين سنة توفي العلامة في صباح يوم الاحد الثامن عشر من محرَّم الحرام، سنة 1402هـ ، ودفن في مدينة قم المقدسة بجوار السيدة الجليلة فاطمة المعصومة . التفسير والمفسر لا يخفى أن عملية التفسير لا تتيسر لأيّ أحد، بل لابد من امتلاك المُفسّر لمجموعة من الأدوات المعرفية للخوض بهذه الطريق الصعبة، وقد تمتع العلامة الطباطبائي بسعة العلم وغزارة المعرفة ومهارة التطبيق، في التعامل مع كتاب الله تعالى. والكتاب الذي بين أيدينا وهو كتاب (البيان في الموافقة بين الحديث والقرآن) الذي شرع المؤلف في تأليفه عند عودته من مدينة النجف الاشرف الى موطنه تبريز، وكان ذلك قبل شروعه في تأليف سفره القيِّم الآخر (الميزان في تفسير القرآن). وقد صنَّفه في أجزاء متعددة آنذاك، غير أن هذا المنجز لم يكتمل؛ فقد بدأ بسورة الفاتحة والبقرة وانهاها ليلة الاضحى سنة 1364هـ، واستمر بتأليفه الى نهاية سورة التوبة في منتصف شهر رمضان 1369هـ، وتوقف فيه عند أواسط سورة يوسف، ولعلّ السبب في عدم اكمال مصنفه هذا يعود  على ما ذكره بعض القريبين منه- الى الاضطراب الذي حصل أثر هجوم الروس على مدينة تبريز. التعريف بمنهج المفسر: إنَّ من جملة المهام الصعبة أن يقوم الباحث بعملية التوفيق بين الآيات بظواهرها بحسب ما يعطيه مفادها والروايات الواردة في تفسيرها، وما يتراءى من الاختلاف الشاسع في مضامينها؛ ولذا نرى كثيرًا من المفسرين يتحاشون عملية الجمع والتوفيق بينهما، إما بإهمال هذا الجانب رأساً، أو يحاولون سرد الروايات التفسيرية من دون تعليق عليها، او يقتصرون على شيء يسير من التوضيح والتوفيق من دون الدخول في العمق او حل جذري للمسألة. والكتاب الماثل بين أيدينا يُمثّل نتاجًا فكريّا رائعًا من لدن العلامة الطباطبائيقدس سره؛ إذ صنفه على اساس الجمع والتوفيق بين الآيات والمرويات، بطريقة فريدة من نوعها، فكان يستنطق الآيات ويستخرج منها مفهوماً متكاملاً، ثم يغوص في الروايات ويستخرج منها مفهوماً رائعاً، ثم يلاقح بينهما، للتوصل الى نظرية موحدة فذة. ولم يستغرق مؤلفنا قدس سره في البحث عن اسانيد الروايات واحوال رجالها وبيان قوتهم أو ضعفهم، لأن غرضه  الذي اشرنا اليه آنفا- لم يكن يقتضي ذلك . كما انه لم يستغرق في الابحاث الفلسفية والتاريخية والاخلاقية، أو حتى في بيان معنى كل آية، وبهذا اختلف منهجه هنا عمّا نهجه هو بنفسه في كتاب تفسير الميزان . وفي الختام فإن هذا المصنف من النتاجات التفسيرية المهمة التي ابدع في كتابته العلامة الطباطبائيقدس سره كما عهدنا ذلك في جميع مصنفاته القيمة.

لا توجد اي صور متوفرة حاليا.