سبب النّزول
عمد جمع من علماء اليهود إلى تغيير صفات نبي الإِسلام في التوراة من أجل صيانة مصالحهم، واستمرار الأموال التي كانت تتدفق عليهم سنوياً من جَهَلَة اليهود.
فعند ظهور النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم) غيّروا ما ذكر من صفاته في التوراة وأبدلوها بصفات اُخرى على العكس منها، كي يموّهوا الأمر على الأُميين الذين كانوا قد سمعوا من قبل بصفات النّبي في التوراة، فمتى ما سألوا علماءهم عن هذا النّبي الجديد قرؤوا لهم الآيات المحرّفة من التوراة لإقناعهم بهذه الطريقة.
التّفسير
خطّة اليهود في استغلال الجهلة!
بعد الحديث عن إنحرافات اليهود في الآيات السابقة قسّمت هاتان الآيتان اليهود على مجموعتين: أُميين وعلماء ماكرين، (هناك طبعاً أقلية من علمائهم آمنت والتحقت بصفوف المسلمين).
عن المجموعة الاُولى يقول تعالى: ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾.
والأُميّون جمع أُمّيّ، والأُمّيّ غير الدارس.
وسمّوا بذلك لأنهم في معلوماتهم يكما ولدتهم امهاتهم، أو لشدّة تعلق اُمّهاتهم بهم، صعب عليهنّ فراقهم جه، ومنعنهم من الذهاب إلى المدرسة.
والأماني جمع اُمنية، ولعل الآية تشير هنا إلى الإِمتيازات الموهومة التي كان ينسبها اليهود لأنفسهم، كقولهم: ﴿نَحْنُ أَبْنَاءُ اللهِ وَأَحِبَّاؤُهُ﴾، وكقولهم: ﴿لَنْ تَمَسَّنا النَّارُ إلاّ أَيَّاماً مَعدُودَات﴾.
ومن المحتمل أيضاً أن يكون المقصود من الأماني الآيات المحرفة التي كان علماء اليهود يشيعونها بين الاُميين من الناس، وهذا المعنى ينسجم أكثر مع قوله تعالى: ﴿لايَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيِّ﴾.
وعلى أي حال عبارة: ﴿إِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ دلالة واضحة على بطلان اتّباع الظن في فهم أُصول الدين ومعرفة مدرسة الوحي، ولابدّ من التتبع والتحقيق في هذا الأمر.
): ﴿وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ﴾ لا يقرءون ولا يكتبون ﴿لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ﴾ إلا أن يقرأ عليهم ويقال لهم هذا كتاب الله لا يعرفون أن ما قرىء من الكتاب خلاف ما فيه ﴿وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ﴾ لا علم لهم ويدل على منع التقليد.