ثمّ إنكم حتّى إذا متم أو قتلتم، وبلغكم الموت المعجل- كما يحسب المنافقون- فإنكم لم تخسروا شيئاً، لأن رحمة الله وغفرانه أعظم وأعلى من كلّ ما تجمعه أيديكم أو يجمعه المنافقون مع الاستمرار في الحياة من الأموال والثروات (ولئن قتلتم في سبيل الله أو متم لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون).
وأساساً لا تصحّ المقارنة بين هذين الأمرين فأين الثرى من الثريا، ولكنه أمر لا مفر منه عند مخاطبة تلك العقول المنحطة التي تفضل أياماً معدودة من الحياة الفانية وجفنة من الثروة الزائلة على عزة الجهاد وفخر الشهادة.
إنه ليس من سبيل أمام هؤلاء إلاّ أن يقال لهم: إن ما يحصل عليه المؤمنون عن طريق الشهادة أو الموت في سبيل الله، أفضل من كلّ ما يجمعه الكفّار من طريق حياتهم الموبوءة، المزيجة بالشهوات الرخيصة وعبادة المال والدنيا.
﴿وَلَئِن قُتِلْتُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَوْ مُتُّمْ﴾ في سبيله ﴿لَمَغْفِرَةٌ مِّنَ اللّهِ وَرَحْمَةٌ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ﴾ من منافع الدنيا لو لم يموتوا.