ثمّ أنّ القرآن الكريم يبيّن إِحدى العلائم الحيّة لإِستقامتهم وثباتهم إِذ يقول: (الذين قال لهم النّاس إِن النّاس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إِيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل).
والمعنيون بالناس في قوله: (قال لهم الناس) هم ركب عبد القيس، أو نعيم بن مسعود الذي جاء بهذا الخبر على رواية اُخرى.
﴿الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ﴾ هو نعيم بن مسعود الأشجعي كان أبو سفيان خرج في أهل مكة يريد قتال رسول الله ببدر الصغرى فألقى الله عليه الرعب فرجع فلقي نعيم فوعده عشرة من الإبل إن تثبط أصحاب محمد من القتال ففترهم فقال (صلى الله عليه وآله وسلّم) والذي نفسي بيده لأخرجن ولو وحدي فخرج في سبعين وهم يقولون حسبنا الله ﴿إِنَّ النَّاسَ﴾ أي أبو سفيان وأصحابه ﴿قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ﴾ المقول أو القول أو القائل ﴿إِيمَاناً﴾ قوي يقينهم وعزمهم على الجهاد ﴿وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ﴾ كافيا ﴿وَنِعْمَ الْوَكِيلُ﴾ هو.