ثمّ إنّ الله سبحانه يقول في آية لاحقة: (ولله ملك السماوات والأرض والله على كل شيء قدير) وهذا الكلام يتضمن بشرى للمؤمنين، وتهديداً للكافرين، يفهي تقول: إنّه لا داعي لأن يسلك المؤمنون لإِحراز التقدم طرقاً وسب منحرفة، وأن يحمدوا على مالم يفعلوه، ذلك لأنّهم يقدرون أنْ يواصلوا تقدمهم، ويحرزوا النجاحات بالإِستفادة من السبل المشروعة والصحيحة وفي ظل قدرة الله خالق السماوات والأرضين، كما أنّه على المنافقين والعصاة أنْ لا يتصوروا أنّهم قادرون على إِحراز شيء أو على الخلاص والنجاة من عقاب خالق الكون وربّ السماوات والأرضين بسلوك هذه السبل المنحرفة واستخدام هذه الأساليب غير المشروعة!.
﴿وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ فيملك أمرهم ﴿وَاللّهُ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ فيقدر على عقابهم.