ولكن قصّة الشيطان لم تنته إِلى هذا الحدّ، فهو عندما عرف بأنه صار مطروداً من حضرة ذي الجلال زاد من طغيانه ولجاجته، وبدل أن يتوب ويثوب إِلى الله ويعترف بخطئه فإِنّ الشيء الوحيد الذي طلبه من الله تعالى هو أن يمهله ويؤجّل موته إِلى يوم القيامة: (قال انظرني إِلى يوم يُبعثون).
ولقد استجاب الله لهذا الطلب، فـ (قال إِنّك من المنظَرين).
إِنّ هذه الآيات وان لم تصرّح بالمقدار الذي استجيب من طلب الشيطان من حيث الزمن، إِلاّ أننا نقرأ في الآية (رقم 3) من سورة الحجر أنه تعالى قال له: (إِنّك من المنظرين إِلى يوم الوقت المعلوم) وهذا يعني أن مطلب الشيطان لم يستجب له بتمامه وكماله، بل استجيب إِلى الوقت الذي يعلمه الله تعالى (وسوف نبحث عند تفسير الآية (رقم 3) من سورة الحجر حول معنى قوله (إلى يوم الوقت المعلوم) إِن شاء الله).
﴿قَالَ أَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ﴾ أمهلني إلى النفخة الثانية.