في الآية اللاحقة يصف سبحانه ردود الفعل التي أظهرها الناس قبال هذه الدعوة (الدعوة إلى التوحيد والخير والمعاد) فيقول: (فريقاً هدى وفريقاً حق عليهم الضّلالة). (2)
ولأجل أن لا يتصور أحد أنّ الله يهدي فريقاً أو يضلّ فريقاً من دون سبب، أضاف في الجملة ما يلي: (أنّهم اتخذوا الشياطين أولياء من دون الله) أي إنّ الضالين هم الذين اختاروا الشياطين أولياء لهم بدل أن يدخلوا تحت ولاية الله، فضلوا.
والعجب أنّه رغم كل ما أصابهم من ضلال وإنحراف يحسبون أنّهم المهتدون الحقيقون (ويحسبون أنّهم مهتدون).
إنّ هذه الحالة تختص بالذين غرقوا في الطغيان والمعصية، وكان انغماسهم في الفساد، والضلال والإنحراف، والوثنية، كبيراً إلى درجة أنّه انقلبت حاسة تمييزهم رأساً على عقب، فحسبوا القبيح حسناً، والضلالات هداية، وفي هذه الحالة أُغلقت في وجوههم كل أبواب الهداية، وهذا هو ما أوجدوه وجلبوه لأنفسهم.
﴿فَرِيقًا هَدَى﴾ لطف بهم فآمنوا ﴿وَفَرِيقًا﴾ نصب بخذل الدال عليه الكلام ﴿حَقَّ﴾ وجب ﴿عَلَيْهِمُ الضَّلاَلَةُ﴾ الخذلان ﴿إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء﴾ يطيعونهم ﴿مِن دُونِ اللّهِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُم مُّهْتَدُونَ﴾.