ولكن عندما ينظرون إلى الطرف الآخر ويشاهدون أهل النّار يصطلون فيها، يتضرعون إلى الله طالبين أن لا يجعلهم مع الظالمين (وإذا صرفت أبصارهم تلقاء أصحاب النّار قالوا ربّنا لا تجعلنا مع القوم الظالمين) (1).
والجدير بالذكر أنّه استخدم في رؤية أهل النّار في الآية لفظة (وإذا صرفت أبصارهم) يعني عندما تعطف أبصارهم نحو جهنم لمشاهدة أهلها، وهذه إشارة إلى أنّهم يكرهون مشاهدة أهل النّار، وكأنّ نظرهم إليهم مقرون بالإكراه والإجبار.
وفي الآية اللاحقة يضيف: إنّ أصحاب الأعراف ينادون فريقاً من الجهنميين الذين يعرفونهم بملامح وجوههم ويلومونهم قائلين: أمّا ترون أنّ جمعكم للأموال والأفراد والتجبّر والتكبّر عن قبول الحق لم ينفعكم شيئاً، فأين تلك الأموال و أُولئك الأعوان؟
وماذا حصدتم من تلك المواقف والصفات السيّئة؟!
﴿وَإِذَا صُرِفَتْ أَبْصَارُهُمْ تِلْقَاء أَصْحَابِ النَّارِ قَالُواْ رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ في النار.