التّفسير
هذه الآية إشارة - في الدرجة الأُولى - إلى أنّ حرمان الكفار ومصيرهم المشؤوم إنّما هو نتيجة تقصيراتهم أنفسهم، وإلاّ فليس هناك من جانب الله أي تقصير في هدايتهم وقيادتهم وإبلاغ الآيات إليهم وبيان الدروس التربوية لهم، لهذا يقول تعالى: إنّنا لم نألُ جهداً ولم ندخر شيئاً في مجال الهداية والإرشاد، بل أرسلنا لهم كتاباً شرحنا فيه كل شيء بحكمة ودراية (ولقد جئناهم بكتاب فصّلناه على علم).
وهو كتاب فيه رحمة وهداية، لا للمعاندين الأنانيين، بل للمؤمنين (هدى ورحمة لقوم يؤمنون).
﴿وَلَقَدْ جِئْنَاهُم بِكِتَابٍ﴾ هو القرآن ﴿فَصَّلْنَاهُ﴾ بيناه عقائد وأحكاما ومواعظ ﴿عَلَى عِلْمٍ﴾ حال من الفاعل أي عالمين بتفصيله أو من المفعول أي مشتمل على علم ﴿هُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ﴾ حال من الهاء.