التّفسير
مصير قوم لوط المؤلم:
في هذه الآيات يستعرض القرآن الكريمُ فَصلا آخر غنياً بالعبر من قصص الأنبياء، وبذلك يواصل هدف الآيات السابقة ويكمله، والقصة هذه المرّة هي قصة النّبي الإِلهي العظيم "لوط".
ولقد ذكرت هذه القصة في عدّة سور من القرآن الكريم، منها سورة "هود" و"الحجر" و"الشعراء" و"الأنبياء" و"النمل" و"العنكبوت".
وهنا يشير القرآن الكريم - ضمن آيات خمس - إلى خلاصة سريعة عن الحوار الذي دار بين لوط، وقومه.
ويظهر أنّ الهدف الوحيد في هذه السورة (الأعراف) هو تقديم عصارات وخلاصات من مواجهات الأنبياء وحواراتهم مع الجماعات المتمردة من أقوامهم، ولكن الشرح الكامل لقصصهم موكول إلى السور القرآنية الأُخرى (وسوف نأتي بقصّة هذه الجماعة بصورة مفصلة في سورة هود والحجر إن شاء الله).
الآية الأُولى تقول في البدء: اذكروا وإذ قال لوط لقومه: أترتكبون فعلا قبيحاً لم يفعله أحد قبلكم من الناس؟
(ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ماسبقكم بها من أحد من العالمين) ؟!
فهذه المعصية مضافاً إلى كونها عملا قبيحاً جدّاً - لم يفعلها أحد قبلكم من الأقوام - وبذلك يكون قبح هذا العمل الشنيع مضاعفاً، لأنّه أصبح أساساً لسنّة سيئة، وسبباً لوقوع الآخرين في المعصية عاجلا أو آجلا.
ويستفاد من الآية الحاضرة أنّ هذا العمل القبيح ينتهي - من الناحية التأريخية - إلى قوم لوط، وكانوا قوماً أثرياء مترفين شهوانيين، سنذكر أحوالهم بالتفصيل في السور التي أشرنا إليها إن شاء الله تعالى.
﴿وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ﴾ السيئة العظيمة القبح أي إتيان الذكران ﴿مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّن الْعَالَمِينَ﴾.