فيقول أوّلا: (وقال موسى يا فرعون إنّي رسول من ربّ العالمين).
وهذه هي أوّل مواجهة بين موسى وبين فرعون، وهي صورة حية وعملية من الصراع بين "الحق" و"الباطل".
والطريف أنّ فرعون كأنّه كان ينادى لأوّل مرّة ب- "يا فرعون" وهو خطاب رغم كونه مقروناً برعاية الأدب، خال عن أي نوع من أنواع التملق والتزلف وإظهار العبودية والخضوع، لأنّ الآخرين كانوا يخاطبونه عادة بألفاظ فيها الكثير من التعظم مثل: يا مالكنا، يا سيدنا، يا ربنا، وما شابه ذلك.
وتعبير موسى هذا، كان يمثل بالنسبة إلى فرعون جرس إنذار وناقوس خطر.
هذا مضافاً إلى أن عبارة موسى (إنّي رسول من ربّ العالمين) كانت - في الحقيقة - نوعاً من إعلان الحرب على جميع تشكيلات فرعون، لأنّ هذا التعبير يثبت أن فرعون و نظراءه من أدعياء الرّبوبية يكذبون جميعاً في ادعائهم، وأن ربّ العالمين هو الله فقط، لا فرعون ولا غيره من البشر.
﴿وَقَالَ مُوسَى يَا فِرْعَوْنُ إِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ﴾ إليك.