وفي الآية اللاحقة يشير إلى نقضهم للعهد ويقول: (فلمّا كشفنا عنهم الرجز إلى أجل هم بالغوه إذا هم ينكثون). (1)
إنّ جملة (إلى أجل هم بالغوه) إشارة إلى أنّ موسى حدّد لهم وقتاً وعيّن أمداً، فكان يقول لهم: في الوقت الفلاني سيرفع هذا البلاء عنكم، حتى يتّضح لهم أنّ إرتفاع ذلك البلاء عنهم ليس أمراً اتفاقياً وصدقة، بل هو بفضل دعائه وطلبه من الله تعالى.
إنّ جملة (إذا هم ينكثون) وبالنظر إلى أن "ينكثون" فعل مضارع يدلّ على الإستمرارية يفيد أنّه قد تكرر تعهدّهم لموسى (عليه السلام) ثمّ نقضهم للعهد، حتى أصبح نقض العهد جزءاً من برنامجهم وسلوكهم الدائم.
﴿فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمُ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُم بَالِغُوهُ﴾ ليتهيئوا فيه ﴿إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ﴾ بادروا إلى نقض ما عهدوه.