التّفسير
ألواح التوراة:
وفي النهاية أنزل الله شرائع وقوانين دينه على موسى (عليه السلام).
ففي البداية: (قال يا موسى إنّي اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي).
فإذا كان الأمر كذلك (فخذ ما آيتناك وكن من الشاكرين).
فهل يستفاد من هذه الآية أن التكلم مع الله كان من إمتيازات موسى الخاصّة به دون بقية الأنبياء، يعني اصطفيتك لمثل هذا الأمر من بين الأنبياء؟
الحق أنّ هذه الآية ليست بصدد إثبات مثل هذا الأمر، بل إن هدف الآية - بقرينة ذكر الرسالات التي كانت لجميع الأنبياء - هو بيان امتيازين كبيرين لموسى على الناس: أحدهما تلقي رسالات الله وتحمّلها، والآخر التكلّم مع الله، وكلا هذين الأمرين من شأنهما تقوية مقام قيادته بين أمته.
﴿قَالَ يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ﴾ اخترتك ﴿عَلَى النَّاسِ﴾ من أهل زمانك ﴿بِرِسَالاَتِي﴾ وقرىء برسالتي ﴿وَبِكَلاَمِي﴾ وبتكليمي إياك ﴿فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ﴾ من النبوة والدين ﴿وَكُن مِّنَ الشَّاكِرِينَ﴾ لنعمي.