ثمّ تبيّنُ الآيةُ اللاحقةُ عقوبةَ مثل هؤلاء الأشخاص وتقول: (والذين كذّبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم).
و "الحبط" يعني بطلان العمل وفقدانه للأثر والخاصيه، يعني أنّ مثل هؤلاء الأفراد حتى إذا عملوا خيراً فإنّ عملهم لن يعود عليهم بنتيجة (وللمزيد من التوضيح حول هذا الموضوع راجع ما كتبناه عند تفسير الآية 217 من سورة البقرة).
وفي ختام الآية أضاف بأن هذا المصير ليس من باب الإنتقام منهم، إنما هو نتيجة أعمالهم هم، بل هو عين أعمالهم ذاتها وقد تجسمت أمامهم (هل يجزون إلاّ ما كانوا يعملون) ؟!
إنّ هذه الآية نموذج آخر من الآيات القرآنية الدالة على تجسّم الأعمال، وحضور أعمال الإنسان خيرها وشرها يوم القيامة.
﴿وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَلِقَاء الآخِرَةِ﴾ البعث وما يتبعه ﴿حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ هَلْ﴾ ما ﴿يُجْزَوْنَ إِلاَّ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ﴾ إلا جزاء عملهم.