ثمّ إنّ الآية اللاحقة تقول: وفي المآل غلبت عبادة الدنيا عليهم، وتناسوا الأمر الإِلهي، وفي هذا الوقت نجينا الذين كانوا ينهون عن المنكر، وعاقبنا الظالمين بعقاب أليم منهم بسبب فسقهم وعصيانهم (فلمّا نسوا ما ذِكروا به أنجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون) (2).
ولا شك أنّ هذا النسيان ليس نسياناً حقيقياً غير موجب للعذر، بل هو نوع من عدم الإكتراث والإِعتناء بأمر الله، وكأنّه قد نسي بالمرّة.
﴿فَلَمَّا نَسُواْ عَنْهُ﴾ تركوا ﴿مَا ذُكِّرُواْ بِهِ﴾ من الوعظ فلم ينتهوا ﴿أَنجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ﴾ بتعدي الحد ﴿بِعَذَابٍ بَئِيسٍ﴾ شديد ﴿بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ﴾ بفسقهم.