التّفسير
جحدُ نعمة عظمى:
في هذه الآيات إشارة إلى جانب آخر من حالات المشركين وأُسلوب تفكيرهم، والردّ على تصوّراتهم الخاطئة.
لما كانت الآية السابقة تجعل جميع الوان النفع والضرّ وعلم الغيب منحصراً بالله، وكانت في الحقيقة إشارة إلى توحيد أفعال الله.
فالآيات محل البحث تعدّ مكملةً لها لأنّ هذه الآيات تشير إلى توحيد أفعال الله أيضاً.
تقول الآية الأُولى من هذه الآيات (هو الذي خلقكم من نفس واحدة وجعل منها زوجها ليسكن إليها) فجعل الحياة والسكن جنباً إلى جنب (فلمّا تغشاها حملت حملا خفيفاً فمرّت به) (1).
﴿هُوَ﴾ أي الله ﴿الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ﴾ آدم ﴿وَجَعَلَ مِنْهَا﴾ من ضلعها أو فضل طينتها أو جنسها ﴿زَوْجَهَا﴾ حواء ﴿لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا﴾ وذكر نظرا إلى المعنى ﴿فَلَمَّا تَغَشَّاهَا﴾ جامعها ﴿حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا﴾ هو النطفة ﴿فَمَرَّتْ بِهِ﴾ فاستمرت به يجيء ويذهب لخفته ﴿فَلَمَّا أَثْقَلَت﴾ بكبر الحمل في بطنها ﴿دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً﴾ ولدا سويا ﴿لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ﴾ لك على ذلك.