وملخص القول: أننا لاحظنا في الآية السابقة كيف ينجو المتقون من نزغ الشيطان ووسوسته بذكر الله، إلاّ أن الآثمين إخوة الشياطين يبتلون بمزيد الوساوس فلا ينسلخون عنها، كما تعبّر الآية التالية عن ذلك قائلة: (وإخوانهم يمدّونهم في الغي ثمّ لا يقصرون).
"الإخوان" كناية عن الشياطين، والضمير "هم" يعود على المشركين والآثمين، كما نقرأ هذا المصطلح في الآية (27) من سورة الإِسراء (إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين).
و "يمدونهم" فعل مأخوذ من الإِمداد ومعناه الإِعانة والإِدامة، أي أنّهم يسوقونهم في هذا الطريق دائماً.
وجملة (ثمّ لا يقصرون) تعني أنّ الشياطين لا يألون جهداً في إضلال المشركين والآثمين.
﴿وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ﴾ أي إخوان الشياطين من الكفار يمدهم الشياطين أو إخوان الكفار من الشياطين يمدون الكفار ﴿فِي الْغَيِّ﴾ بتزيينه لهم ﴿ثُمَّ لاَ يُقْصِرُونَ﴾ لا يكفون عن إغوائهم أو لا يكف الإخوان عن الغي كما يكف المتقون.