وفي آخر آية يماط اللثام عن الأمر بصورة أجلى، إذ تقول الآية الكريمة (ليحق الحقّ ويبطل الباطل ولو كره المجرمون).
ترى هل الآية هذه تأكيد لما ورد في الآية السابقة، كما يبدو لأوّل وهلة، أم هو موضوع جديد تتضمنه الآية؟!
قال بعض المفسّرين، كالفخر الرّازي في تفسيره الكبير، وصاحب المنار: إنّ الحقَّ في الآية المتقدمة إشارةٌ لإِنتصار المسلمين في معركة بدر، إن الحقّ في الآية محل البحث، "الثّانية" إشارة لإِنتصار الإِسلام والقرآن الذي كان نتيجة الإِنتصار العسكري في معركة بدر، وهكذا فإنّ الإِنتصار العسكري - في تلك الظروف الخاصّة - مقدمة لإِنتصار الاسلام والمسملين.
كما يرد هذا الإِحتمال، وهو أن الآية السابقة تشير إلى إرادة الله "الإِرادة التشريعية" التي كانت جلية في أوامر النّبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والآية الثّانية تشير إلى نتيجة هذا الحكم والأمر (فلاحظوا بدقة!)...
﴿لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ﴾ أي أمركم بقتال النفير ليظهر الإسلام ويمحق الكفر ﴿وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ﴾ ذلك.