وبعد كل تلك الأحاديث، ولكيلا يقول شخص بأنّ هذه الأوامر الصادقة تخالف الرحمة والشفقة وأخلاق الرجولة، فإنّ الآية تقول: (ذلك بأنّهم شاقوا الله ورسوله).
و (شاقوا) من مادة (الشقاق) وهي في الأصل بمعنى الإِنفطار والإِنفصال، وبما أنّ المخالف أو العدوّ ويبتعد عن الآخرين فقد سمي عمله شقاقاً: (ومن يشاقق الله ورسوله فإنّ الله شديد العقاب).
ثمّ يؤكّد هذا الموضوع: ويقول: ذوقوا العذاب الدنيوي من القتل في ميدان الحرب والأسر والهزيمة السافرة، ومع ذلك انتظروا عذاب الاخرة أيضاً: (ذلكم فذوقوه وإنّ للكافرين عذاب النّار).
﴿ذَلِكَ﴾ الضرب ﴿بِأَنَّهُمْ شَآقُّواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ﴾ أي بسبب مخالفتهم لهما ﴿وَمَن يُشَاقِقِ اللّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ بالإهلاك في الدنيا وبالنار في الآخرة.