6 - وتدعو الآية الأخيرة- من الآيات محل البحث - المسلمين إِلى اجتناب الأعمال الساذجة البَلهاء، ورفع الأصوات الفارغة، وتشير إِلى قضية أبي سفيان وأسلوب تفكيره هو وأصحابه، فتقول: (ولا تكونوا كالذين خرجوا من ديارهم بطراً ورئاء الناس ويصدّون عن سبيل الله).
فأهدافهم غير مقدسة، وكذلك أساليبهم في الوصول إليها، ولقد رأينا كيف أبيدوا وتلاشى كلّ ما جاءوا به من قوّة وعدّة، وسقط بعضهم مضرجاً بدمائه في التراب، وأسبل الآخرون عليهم الدّموع والعبرات في مأتمهم، بدل أن يشربوا الخمر في حفل إبتهاجهم، وتختتم الآية بالقول: (والله بما يعلمون محيط).
﴿وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ خَرَجُواْ مِن دِيَارِهِم﴾ أي قريش خرجوا من مكة لمنع غيرهم ﴿بَطَرًا وَرِئَاء النَّاسِ﴾ حالان أو مفعولان له، قيل بعث إليهم أبو سفيان ارجعوا فقد نجت عيركم فقال أبو جهل لا نرجع حتى نرد بدرا أو ننحر الجزور ونشرب الخمور وتعزف لنا القيان ويسمع بها الناس فوافوها ولقوا ما لقوا ﴿وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ﴾ عطف على بطر ﴿وَاللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ﴾ علما فيجازيهم به.