إبراهيم الإِنسان النّموذج:
الآيات السابقة ألقت الضوء على جوانب من شخصية إبراهيم (عليه السلام) ، فتحدثت عن بعض خدماته وطلباته الشاملة للجوانب المادية والمعنوية.
من مجموع ما مرّ نفهم أن الله سبحانه شاء أن يكون هذا النّبي، شيخ الموحدين وقدوة الرساليين، على مرّ العصور.
لذلك تقول الآية الاُولى من آيات بحثنا هذا: ﴿وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ﴾؟!
أليس من السفاهة أن يعرض الإنسان عن مدرسة الطهر والنقاء والفطرة والعقل وسعادة الدنيا والآخرة، ويتجه إلى طريق الشرك والكفر والفساد وضياع العقل والإنحراف عن الفطرة وفقدان الدين والدنيا؟!
ثم تضيف الآية: ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وإنَّهُ فِي الاْخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحينَ﴾.
نعم، إبراهيم (عليه السلام) اصطفاه الله في الدنيا ليكون «الاُسوة» و«القدوة» للصالحين.
﴿وَمَن يَرْغَبُ عَن مِّلَّةِ إِبْرَاهِيمَ﴾ إنكار واستبعاد وهي دين الإسلام والحنيفية العشر التي جاء بها ﴿إِلاَّ مَن سَفِهَ نَفْسَهُ﴾ أذلها واستخف بها قيل سفه بالكسر متعد وبالضم لازم وفي السجادي ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا ﴿وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ﴾ الرسالة ﴿فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ﴾ المستقيمين على الخير ومن كان كذلك كان حقيقا بالإتباع لا يرغب عنه إلا سفيه.