ولبيان أنّ الله على كل شيء قدير حتى أنّه يستطيع أن يسوقهم إلى الإيمان به سوقاً ويضطرّهم إلى ذلك، فإنّ الآية التالية تقول: (إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين).
وهي إشارة إلى أن الله قادر على إنزال معجزة مذهلة - من السماء - أو أن يرسل عليهم عذاباً شديداً فيذعنوا له، يطأطئوا برؤوسهم خضوعاً له، يستسلموا الأمره وحكمه، إلاّ أن الإيمان بإكراه لا قيمة له. فالمهم أن يخضعوا للحق عن إرادة ووعي وإدراك وتفكر.
ومن الواضح أنّ المراد بخضوع الأعناق خضوع أصحابها... فاللغة العربية تذكر الرقبة أو العنق كناية عن الإنسان لأنّها جزء مهمٌّ منه، ويقال مثلا كناية عن البغاة القساة: غلاظ الرقاب، وعن المضطهدين والضعفاء: الرقاب الذليلة!
وبالطبع فهناك احتمالات أُخرَ لتفسير "أعناقهم" من جملتها أنّ الأعناق تعني الرؤساء، كما أن من التفاسير أن الأعناق تعني طوائف من الناس. وجميع هذه الإحتمالات ضعيفة.
﴿إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً﴾ علامة ملجئة إلى الإيمان ﴿فَظَلَّتْ
أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ﴾ منقادين.