وإضافة إلى ذلك فان صدري لا يتّسع لاستيعاب هذه الرسالة الالهية: (ويضيق صدري).
ثمّ بعد هذا كله فلساني قد يعجز عن بيانها: (ولا ينطلق لساني)...
فلذلك فإني أطلب أن تشدّ أزري بأخي (فأرسل إلى هارون).(1)
لنؤدي رسالتك الكبرى بأكمل وجه بتعاضدنا في مواجهة الظالمين والمستكبرين.
وبغض النظر عن كلّ ذلك فإنّ قوم فرعون يطاردونني (ولهم عليّ ذنب) كما يعتقدون لأنّي قتلت واحداً منهم - حين كان يتنازع مع إسرائيلي مظلوم - بضربة حاسمة! وأنا قلق من ذلك (فأخاف أن يقتلونِ).
وفي الحقيقة إنّ موسى(ع) كان يرى أربع مشاكل كبرى في طريقه، فكان يطلب من الله حلّها لأداء رسالته وهذه المشاكل هي...
مشكلة التكذيب.
مشكلة ضيق الصدر.
مشكلة عدم الفصاحة الكافية.
و مشكلة القصاص!
ويتّضح ضمناً أنّ موسى لم يكن خائفاً على نفسه، بل كان خوفه أن لا يصل إلى الهدف والمقصد للأسباب آنفة الذكر، لذلك فقد كان يطلب من الله سبحانه مزيد القوّة لهذه المواجهة!...
﴿وَيَضِيقُ صَدْرِي﴾ بتكذيبهم لي ﴿وَلَا يَنطَلِقُ لِسَانِي﴾ المعقدة أو لقصور فصاحته فَأَرْسِلْ إِلَى هَارُونَ﴾ أخي أي اجعله نبيا يعضدني في أمري.