وبعد هذين الطَلَبينِ... يطلبُ موضوعاً مهماً آخر بهذه العبارة: (واجعل لي لسان صدق في الآخرين).
أيْ اجعلني بحال تذكرني الأجيال الآتية بخير، واجعل منهجي مستمراً بينهم فيتخذوني أُسوةً وقدوة لهم فيتحركون ويسيرون في منهاجك المستقيم وسبيلك القويم...
فاستجاب الله دعاء إبراهيم كما يقول سبحانه في القرآن الكريم: (وجعلنا لهم لسان صدق عليّاً).(2)
ولا يبعد أن يكون هذا الطلب شاملا لما سأله إبراهيمُ الخليل ربه بعد بناء الكعبة، فقال: (ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم).(3)
ونعرف أن هذا الدعاء تحقق بظهور نبيّ الإِسلام. وذُكر إبراهيم الخليل بالخير في هذه الأُمة عن هذا الطريق، وبقي هذا الذكر الجميل مستمراً...
﴿وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرِينَ﴾ ذكرا جميلا في الذين يأتون بعدي إلى يوم الدين وقد أجابه فكل أمة تثنى عليه أو ولدا صادقا داعيا إلى أصل ديني وهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلّم).