ثمّ ينظر إبراهيم إلى أفق أبعد من أفق الدنيا، ويتوجه إلى الدار الآخرة، فيدعو بدعاء رابع فيقول: (واجعلني من ورثة جنة النعيم).
"جنة النعيم" التي تتماوج فيها النعم المعنوية والمادية، النعم التي لا زوال لها ولا اضمحلال... النعم التي لا يمكن أن نتصورها نحنُ - سجناءَ الدنيا - فهي ما لا عين رأت ولا أذن سمعت!...
وقلنا سابقاً: إن التعبير بالإرث في شأن الجنّة إمّا لأنّ معنى الإرث الحصول على الشيء دون مشقّة وعناء، ومن المسلّم أن تلك النعم التي في الجنّة تقاس بطاعاتنا، فطاعاتنا بالنسبة لا تمثل شيئاً إليها!... أو أنّ ذلك - طبقاً لما ورد في بعض الرّوايات - لأن كل إنسان له بيت في الجنة وآخر في النار، فإذا دخل النّار ورث الآخرون بيته في الجنّة ...
﴿وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾ ممن يعطاها.