وفي الآية التي تليها، وهي آخر آية في هذه السورة، وصف للنّبي (ص) بأنّه شجاع وصلب في طريق الحق، ولا ييأس بسبب عصيان الناس وتمردهم، بل يستمر في دعوتهم إِلى دين الحق: (فإِن تولوا فقل حسبي الله لا إِله إلاّ هو) فهو حصنه الوحيد.. أجل لا حصن لي إلاّ الله، فإِليه استندت و (عليه توكلت وهو رب ّالعرش العظيم).
إِنّ الذي بيده العرش والعالم العلوي وما وراء الطبيعة بكل عظمتها، وهي تحت حمايته ورعايته، كيف يتركني وحيداً ولا يعينني على الأعداء؟
فهل توجد قدرة لها قابلية مقاومة قدرته؟
أم يمكن تصور رحمة وعطف أشد من رحمته وعطفه؟
إِلهنا، الآن وقد أنهينا تفسير هذه السورة، ونحن نكتب هذه الأسطر، فإِن أعداءنا قد أحاطوا بنا، وقد ثارت أُمتنا الرشيدة لقلع جذور الظلم والفساد والإِستبداد، بوحدة لانظير لها، واتحاد بين كل الصفوف والطبقات بدون استثناء حتى الأطفال والرضع ساهموا في هذا الجهاد والمقارعة، ولم يتوان أي فرد عن القيام بأي نوع من التضحية والفداء.
ربّاه، إِنّك تعلم كل ذلك وتراه، وأنت منبع الرحمة والحنان، وقد وعدت المجاهدين بالنصر، فعجل النصر وأنزله علينا، واروِ هؤلاء العطاشى والعشاق من زلال الإِيمان والعدل والحرية، إِنّك على كل شيء قدير.
نهاية سورة التوبة
﴿فَإِن تَوَلَّوْاْ﴾ عن الإيمان بك ﴿فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ﴾ كافي ﴿لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ﴾ به وثقت، لا بغيره ﴿وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ﴾ الملك ﴿الْعَظِيمِ﴾ أو الجسم الأعظم المحيط قيل هاتان الآيتان آخر ما نزل.