ثمّ يبيّن القرآن الجنّة والنار بالنحو التالي فيقول: (وأُزلفت الجنّة للمتقين(1) وبُرزت الجحيم للغاوين). أي الضالين
وهذا الأمر - في الحقيقة - قبل ورود كلٍّ من أهل الجنّة والنار إليهما! فكلّ طائفة ترى مكانها من قريب.. فيُسرّ المؤمنون ويستولي الرعب على الغاوين، وهذا أوّلَ جزائهما هناك!
الطريف هنا أنّ القرآن لا يقول: اقترب المتقون أو أزلف المتقون إلى الجنة، بل يقول: (وأُزلفت الجنة للمتقين) وهذا يدل على مقامهم الكريم وعِظَمِ شأنِهم!...
كما ينبغي الإشارة إلى هذه اللطيفة، وهي أن التعبير بالغاوين هو التعبير ذاته الوارد في قصة الشيطان، إذ طرده الله عن ساحته المقدسة فقال له: (إن عبادي ليس لك عليهم سلطان إلاّ من اتّبعك من الغاوين).(2)
﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ﴾ قربت ﴿لِلْمُتَّقِينَ﴾ ليروها فيزدادوا فرحا.