ثمّ تتطرق الآية التالية إِلى دليل هذا الموضوع وتقول: قل لهم بأنّي لست مختاراً في هذا الكتاب السماوي: (قل لو شاء الله وما تلوته عليكم ولا أدراكم به) والدليل على ذلك (فقد لبثت فيكم عمراً من قبله) لكنّكم لم تسمعوا منّي مثل هذا الكلام مطلقاً، ولو كانت هذه الآيات من عندي لتحدثت بها لكم خلال هذه الأربعين سنة، فهل لا تدركون أمراً بهذه الدرجة من الوضوح: (أفلا تعقلون).
﴿قُل لَّوْ شَاء اللّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلاَ أَدْرَاكُم﴾ أعلمكم الله ﴿بِهِ﴾ على لساني وقرىء لأدراكم باللام ﴿فَقَدْ لَبِثْتُ﴾ مكثت ﴿فِيكُمْ عُمُرًا﴾ أربعين سنة ﴿مِّن قَبْلِهِ﴾ قبل القرآن لا آتيكم بشيء ﴿أَفَلاَ تَعْقِلُونَ﴾ بذلك أنه ليس من قبلي.