ثمّ يشير القرآن الكريم إلى هذا الجانب من حياة نوح(ع) ، الذي سبق أن أشار إليه في كلامه حول إبراهيم وموسى(ع) ، فيقول: (إذ قال لهم أخوهم نوح ألا تتقون)...
والتعبير بكلمة "أخ" تعبير يبيّن منتهى المحبّة والعلاقة الحميمة على أساس المساواة... أي أن نوحاً دون أن يطلب التفوق والإستعلاء عليهم، كان يدعوهم إلى تقوى الله في منتهى الصفاء.
والتعبير بالأُخوة لم يَردْ في شأن نوح في القرآن فحسب، بل جاء في شأن كثير من الأنبياء، كهود وصالح ولوط، وهو يلهم جميع القادة والأدلاء على طريق الحق أن يراعوا في دعواتهم منتهى المحبة المقرونة بالإجتناب عن طلب التفوق لجذب النفوس نحو مذهب الحق، ولا يستثقله الناس!...
وبعد دعوة نوح قومه إلى التقوى التي هي أساس كل أنواع الهداية والنجاة، يضيف القرآن فيقول على لسان نوح وهو يخاطب قومه: (إني لكم رسول أمين فاتقوا الله وأطيعون) فإن إطاعتي من إطاعة الله سبحانه...
وهذا التعبير يدلّ على أن نوحاً(ع) كانت له صفة ممتدة من الأمانة بين قومه،
﴿إِذْ قَالَ لَهُمْ أَخُوهُمْ﴾ نسبأ ﴿نُوحٌ أَلَا تَتَّقُونَ﴾ الله في الإشراك به.