وهنا يعبر القرآن عن إدراك رحمة الله نوحاً، وإهلاك المكذبين بعاقبة وخيمة مفجعة، إذ يقول: (فأنجيناه ومن معه في الفلك المشحون) اي المليء بالناس وانواع الحيوانات (ثمّ أغرقنا بعدُ الباقين)...
"المشحون" مأخوذ من مادة (شحن) على وزن (صحن) ومعناه الملءُ، وقد يستعمل بمعنى التجهيز... و"الشحناء" تطلق على العداوة التي تستوعب جميع جوانب الإِنسان، والمراد من "المشحون" هنا هو أنّ ذلك الفلك أي السفينة كان مملوءاً من البشر وجميع الوسائل... ولم يكن فيه أي نقص... إي أن الله بعدما جهز السفينة وأعدّها للحركة، أرسل الطوفان لئلا يُبتلى نوح وجميع من في الفلك بأي نوع من أنواع الأذى... وهذا بنفسه إحدى نعم الله عليهم!
﴿ثُمَّ أَغْرَقْنَا بَعْدُ﴾ بعد إنجائهم ﴿الْبَاقِينَ﴾ من قومه.