ثمّ يستمر فرعون وملؤه في رمي موسى (ع) بسيل الإِتهامات الصريحة، حيث (قالوا: أجئتنا لتلفتنا عمّا وجدنا عليه آباءنا).
الواقع، أنهم قدموا صنم "سنة الآباء" وعظمتهم الخيالية والأسطورية حتى يوجهوا الرأي العام ضد موسى وهارون، بأنّهما يريدان أن يعبثا بمقدسات مجتمعكم وبلادكم.
ثمّ استمروا في هذا التشويه، وقالوا بأن دعوتكم إِلى دين الله ما هي إلاّ كذب محض، وكل هذه مصائد وخطط خيانية بهدف التسلط على الناس: (وتكون لكما الكبرياء في الأرض).
في الحقيقة، إِنّ هؤلاء لما كانوا يسعون دائماً من أجل الحكم الظالم على الناس كانوا يظنون أنّ الآخرين مثلهم، وهكذا كانوا يفسرون مساعي المصلحين والأنبياء.
(وما نحن لكما بمؤمنين) لأنا على علم بنواياكم و خططكم الهدامة.
﴿قَالُواْ أَجِئْتَنَا لِتَلْفِتَنَا﴾ تصرفنا ﴿عَمَّا وَجَدْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا﴾ من الدين ﴿وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ﴾ الملك ﴿فِي الأَرْضِ﴾ أرض مصر ﴿وَمَا نَحْنُ لَكُمَا بِمُؤْمِنِينَ﴾ بمصدقين.