وعلى كل حال فإنّ هؤلاء المعاندين من قوم صالح، طلبوا منه معجزةً لا من أجل معرفة الحق، بل تذرعاً بالحُجة الواهية، وعلى نبيّهم أن يُتم الحجة عليهم، فاستجاب لهم - وبأمر الله - قال: (هذه ناقة لها شرب ولكم شرب يوم معلوم).
و "الناقة" معروفة عند العرب، وهي أنثى الجمَلِ، والقرآن لم يذكر خصائص هذه الناقة التي كان لها حالة إعجازية، إلاّ أنه ذكرها بنحو الإجمال... لكننا نعرف أنّها لم تكن ناقة كسائر النياق الطبيعية، فكما يقول جماعة من المفسّرين: كانت هذه الناقة بحالة من الإعجاز بحيث خرجت من قلب الجبل. ومن خصائصها أنّها كانت تشرب ماء الحيّ في يوم، واليوم الآخر لأهل الحي "أو القرية" وهكذا دواليك... كما أشارت الآية آنفة الذكر إلى هذا المعنى، ووردت الإشارة إلى هذا المعنى في الآية (28) من سورة القمر أيضاً.
وقد ذكر المفسّرون لها خصائص أُخر(2).
﴿قَالَ هَذِهِ نَاقَةٌ لَّهَا شِرْبٌ﴾ نصيب من الماء ﴿وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ﴾ فلا تجاوزوه إلى شربها.