ثمّ يتناول بالنقد أعمالهم القبيحة، وقسماً من انحرافاتهم الأخلاقية... وحيث أنّ أهم نقطة في انحرافاتهم... هي مسألة الإِنحراف الجنسي، لذلك فإنّه ركّز عليها وقال: (أتأتون الذكران من العالمين). فتختارون الذكور من بين الناس لاشباع شهواتكم!!
أي، إنّكم على الرغم ممّا خلق الله لكم من الجنس المخالف "النساء" حيث تستطيعون أن تعيشوا معهن بالزواج المشروع عيشاً طاهراً هادئاً، إلاّ أنّكم تركتم نعمة الله هذه وراءكم، ولوّثتم أنفسكم بمثل هذا العمل القبيح المخزي...
كما ويحتمل في تفسير هذه الآية أن "من العالمين" جاء قيداً لقوم لوط أنفسهم، أي إنّكم من دون العالمين وحدكم المنحرفون بهذا الإنحراف والمبتلون به... كما أن هذا الإحتمال ينسجم مع بعض التواريخ إذ يقال أن أوّل أمّة ارتكبت
الإِنحراف الجنسي "اللواط" بشكل واسع هي قوم لوط،(1) إلاّ أن التّفسير الأوّل مع الآية التالية - أكثر إنسجاماً.
﴿أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ﴾ من الناس مع كثرة الإناث فيهم أو من بين من ينكح من الحيوان اختصصتم بذلك.