التّفسير
شعيب وأصحابُ الأيكة:
هذه هى القصّة السابعة، والحلقة الأخيرة من قصص الأنبياء الواردة في هذه السورة... وهي قصة "شعيب"(ع) وقومه المعاندين.
كان هذا النّبي يقطن في "مدين"، "وهي مدينة تقع جنوب الشامات".
و "أيكة" على وزن (ليلة) "قرية أو أرض معمورة على مقربة من مدين".
والآية (79) من سورة الحجر تدل على أن "أيكة" كانت تقع في طريق أهل الحجاز إلى الشام.
تقول الآية الأُولى من الآيات محل البحث: (كذب أصحاب الأيكة المرسلين).
إنّهم لم يكذبوا نبيّهم شعيباً فحسب، بل كذبوا جميع الأنبياء، لأنّ دعوتهم واحدة... أو لأنّهم لم يصدقوا ويقبلوا بأيّ رسالة سماوية أبداً...
والأيكة معناها في الأصل محل مكتظ بالأشجار، وهي هنا إشارة إلى منطقة تقع على مقربة من "مدين"، سمّيت بذلك لأن فيها أشجاراً كثيرة وماءً وظلالا!... والقرائن تشير إلى أنّهم كانوا منعّمين مترفين ذوي حياة مرفهة وثروة كثيرة، وربّما كانوا لهذه الأُمور غرقى الغرور والغفلة!...
﴿كَذَّبَ أَصْحَابُ الْأَيْكَةِ الْمُرْسَلِينَ﴾ الأيكة الشجر الملتف وهي غيضة بقرب مدين يسكنها قوم بعث إليهم شعيب.