تقول الآية إن ذلك التهديد والوعيد بالعذاب لكاتمي الحق، يعود إلى أن الله أنزل القرآن بالدلائل الواضحة، حتى لم تبق شبهة لأحد: ﴿ذلِكَ بِأَنَّ اللهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾.
مع ذلك فإن زمرة محرفة تعمد إلى كتمان الحقائق صيانة لمصالحها، وتثير الإختلاف في الكتاب السماوي لتتصيد في الماء العكر.
مثل هؤلاء الذين يثيرون الإختلاف في الكتاب السماوي بعيدون عن الحقيقة: ﴿وَإنَّ الَّذِينَ اخْتلَفُوا فِي الْكِتَابِ لَفِي شِقَاق بَعِيد﴾.
كلمة «شقاق» تعني في الأصل الشق والإِنفصال، ولعل المراد به أن الإِيمان والتقوى ونشر الحقائق رمز وحدة المجتمع الإِنساني، أما الخيانة وكتمان الحقائق فعامل التفرقة والتبعثر والإنشقاق لا الإنشقاق السطحي الذي يمكن التغافل عنه بل البعيد والعميق.
﴿ذَلِكَ﴾ العذاب ﴿بِأَنَّ اللّهَ نَزَّلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾ فكذبوه وكتموه ﴿وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِي الْكِتَابِ﴾ القرآن فقالوا سحر وشعر وكهانة وأساطير الأولين أو كتب الله فآمنوا ببعض وكفروا ببعض ﴿لَفِي شِقَاقٍ﴾ خلاف ﴿بَعِيدٍ﴾ عن الحق.