التّفسير
لو نُزّل القرآن على الاعاجم...
في هذه الآيات يتكلم القرآن على واحدة من الذرائع الإحتمالية من قبل الكفار وموقفه منها، ويستكمل البحث السابق في نزول القرآن بلسان عربي مبين، فيقول: (ولو نزلناه على بعض الأعجمين فقرأه عليهم ما كانوا به مؤمنين).
قلنا سابقاً أن كلمة "عربي" قد يراد منها من ينتمي إلى العرب، وقد تطلق على الكلام الفصيح أيضاً. و"عجمي" في مقابل العربي كذلك له معنيان، فقد يُراد منه من ينتمي إلى غير العرب، وقد يراد منه الكلام غير الفصيح، وكلا المعنيين في الآية الآنفة محتمل، إلاّ أن الاحتمال الاكثر هو أن المقصود غير العرب، كما يبدو.
بعض العرب ممن يتمسك بالعرقية ويعبد القومية كانوا متعصبين الى درجة بحيث لو نزل القرآن على غير العرب لما آمن به ورغم أنّ القرآن نزل على عربي شريف من أسرة كريمة، في بيان رائع رائق بليغ وقد بشرت به الكتب السماوية السابقة... وشهد بذلك علماء بني إسرائيل، ومع ذلك كلّه لم يؤمن به الكثير من العرب، فكيف إذا كان نبيّهم ليس فيه أية صفة من الصفات المذكورة!...
﴿وَلَوْ نَزَّلْنَاهُ﴾ كما هو ﴿عَلَى بَعْضِ الْأَعْجَمِينَ﴾ الذين لا يحسنون عربية أو بلغة العجم.