التّفسير
تهمة اُخرى للقرآن:
حيث أن الآيات المتقدمة ختمت بجملة (هل نحن منظرون) التي يقولُها المجرمون عندما يأتيهم العذاب بغتة وهم علا أبواب الهلاك، طالبين الإِمهال والرجوع للتعويض عما فاتهم من الأعمال. فالآيات محل البحث تردُّ عليهم عن طريقين:
الأوّل قوله تعالى: (أفبعذابنا يستعجلون).
إشارة إلى أنّه طالما استهزأتم أيّها المجرمون، وسخرتم من أنبيائكم، وطلبتم منهم نزول العذاب بسرعة... لكن حين أصبحتم في قبضة العذاب تطلبون الإمهال لتعوضوا عمّا فات من الأعمال، وكنتم ترون الأمر لهواً ولعباً في يوم، لكن في اليوم الآخر وجدتموه جديّاً - وعلى كل حال فإنّ سنة الله أن لا يعذب قوماً حتى يُتمّ عليهم الحجّة البالغة... لكن اذا تمّت الحجة، وفسح لهم المجال، ولم يثوبوا الى رشدهم أنزل عذابه فلا ينفع الإبتهال، والرجوع نحو ساحة ذي الجلال.
﴿أَفَبِعَذَابِنَا يَسْتَعْجِلُونَ﴾ توبيخ لهم بتهكم أي كيف يستعجله من إذا نزل به سأل النظرة.