بما أنّ الإسلام في منهجه التربوي للناس يقرن دائماً الإندار والبشارة معاً، والثواب والعقاب كذلك، لكي يؤثّر في المسلمين تأثيراً سليماً، فلذلك فسح المجال في الآية التالية للعودة والتوبة فقال (فإن انتهوا فإنّ الله غفور رحيم).
أجل فلو أنّهم تركوا الشرك وأطفؤوا نيران الفتنة والفساد فسوف يكونون من إخوانكم، وحتّى بالنّسبة إلى الغرامة والتعوضيات الّتي تجب على سائر المجرمين بعد قيامهم للجريمة فإنّ هؤلاء المشركون معفون من ذلك ولا يشملهم هذا الحكم.
وذهب البعض إلى أنّ جملة (فإن انتهوا) بمعنى ترك الشرك والكفر (كما ذكرناأعلاه).
وذهب البعض إلى أنّ المعنى هو ترك الحرب والقتال في المسجد الحرام أو أطرافه.
ولكنّ الجمع بين هذين المعنيين ممكنٌ أيضاً.
﴿فَإِنِ انتَهَوْاْ﴾ عن القتال والشرك ﴿فَإِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ﴾ بهم.