لكن هذا النّبي الكبير لم ييأس من هدايتهم ولم تؤثر كلماتهم المخادعة في روحه الكبيرة فأجابهم قائلاً: (يا قوم أرأيتم إن كنت على بيّنة من ربّي وآتاني منه رحمة) أفأسكت عن دعوتي ولا أبلغ رسالة الله ولا أواجه المنحرفين (فمن ينصرني من الله إن عصيته)..
ولكن اعلموا أن كلامكم هذا واحتجاجكم بمنهج السلف والآباء لا يزيدني إلاّ إيماناً بضلالتكم وخسرانكم: (فما تزيدونني غير تخسير..).
﴿قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةً﴾ حجة ﴿مِّن رَّبِّي وَآتَانِي مِنْهُ رَحْمَةً﴾ نبوة ﴿فَمَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ﴾ يمنعني من عذابه ﴿إِنْ عَصَيْتُهُ﴾ بترك التبليغ ﴿فَمَا تَزِيدُونَنِي﴾ بما تقولون لي ﴿غَيْرَ تَخْسِيرٍ﴾ أن أنسبكم إلى الخسران.