ثمّ يضيف قائلا: (ما تعبدون إلاّ أسماء سميّتموها أنتم وآباؤكم ما أنزل الله بها من سلطان) بل هي صنع عقولكم العاجزة وأفكاركم المنحرفة... (إنّ الحكم إلاّ لله) فلا ينبغي أن تطأطئوا رؤوسكم لسواه من الطغاة والفراعنة، ثمّ أضاف زيادة في التأكيد قائلا: (أمر ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه ذلك الدين القيّم).
أي إنّ التوحيد في جميع أبعاده - في العبادة، في الحكومة، في المجتمع، في المسائل الثقافية، وفي كلّ شيء - هو الدين الإلهي المستقيم والثابت.
(ولكن أكثر الناس لا يعلمون) ولذلك خضعوا لحكومة غير (الله) فذاقوا الشقاء والسجون في هذا السبيل.
﴿مَا تَعْبُدُونَ﴾ يا أهل مصر ﴿مِن دُونِهِ﴾ أي غير الله ﴿إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم﴾ آلهة ﴿مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا﴾ بعبادتها ﴿مِن سُلْطَانٍ﴾ حجة ﴿إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ﴾ فلا يستحق العبادة إلا هو ﴿أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ﴾ المستقيم لا ما أنتم عليه من الشرك ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ﴾ ذلك لتركهم النظر.