وبدأ يوسف بتنفيذ الخطّة، وأمر بأن يعطي لكلّ واحد منهم حصّة من الطعام والحبوب ثمّ عند ذاك (فلمّا جهزّهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه).
لا شكّ في أنّ يوسف قام بهذا العمل بسرية تامّة، ولعلّه لم يطّلع على هذه الخطّة سوى موظّف واحد وعند ذاك إفتقد العاملون على تزويد الناس بالمؤونة الكيل الملكي الخاص، وبحث عنه الموظّفون والعمّال كثيراً لكن دون جدوى وحينئذ (أذّن مؤذّن أيّتها العير إنّكم لسارقون).
﴿فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ﴾ هي مشربة من ذهب أو فضة جعلت صاعا للكيل ﴿فِي رَحْلِ أَخِيهِ﴾ ثم انطلقوا ﴿ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ﴾ نادى مناد ﴿أَيَّتُهَا الْعِيرُ﴾ القافلة ﴿إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ﴾ روي ما سرقوا وما كذب يوسف وإنما عنى سرقتهم يوسف من أبيه وقيل هو استفهام.