فاشتدّ إضطراب الاُخوة لسماعهم هذه الأُمور وزادت مخاوفهم، وتوجّهوا إلى الموظّف مخاطبين إيّاهجئنا لنفسد في الأرض وما كنّا سارقين). (قالوا تالله لقد علمتم ما جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِى الاَْرْضِ وَمَا كُنَّا سَرِقِينَ )
قولهم (لقد علمتم ما جئنا... إلى آخره) لعلّه إشارة إلى ما قصده الاُخوة في خطابهم للموظفين من إنّكم قد وقفتم على حسن نيّتنا في المرّة السابقة حيث جئناكم وقد وضعتم الأموال التي دفعناها إليكم ثمناً للطعام في رحالنا، لكنّنا رجعنا إليكم مرّة ثانية، فلا يعقل إنّنا وقد قطعنا المسافات البعيدة للوصول إلى بلدكم نقوم بعمل قبيح ونسرق الصواع؟
إضافةً إلى هذا فقد ورد في بعض المصادر أنّ الاُخوة حينما دخلوا أرض مصر ألجموا جمالهم ليمنعوها من التطاول والتعدّي على المزارع وأموال الناس، فمثلنا الحريص على أموال الناس كيف يعقل أن يقوم بهذا العمل القبيح؟
﴿قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم﴾ بما رأيتم من أمانتنا ﴿مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ﴾ قط.