وعندما لاحظ الإخوة أنفسهم محاصرين بين أمرين، فمن جهة وطبقاً للسنّة والدستور المتعيّن عندهما لابدّ وأن يبقى أخوهم الصغير - بنيامين عند عزيز مصر ويقوم بخدمته كسائر عبيده، ومن جهة أُخرى فإنّهم قد أعطوا لأبيهم المواثيق والأيمان المغلّظة على أن يحافظوا على أخيهم بنيامين ويعودوا به سالماً إليه، حينما وقعوا في هذه الحالة توجّهوا إلى يوسف الذي كان مجهول الهوية عندهم، مخاطبين إيّاه (قالوا ياأيّها العزيز إنّ له أباً شيخاً كبيراً فخذ أحدنا مكانه) لكي نرجعه إلى أبيه ونكون قد وفينا بالوعد الذي قطعناه له، فإنّه شيخ كبير ولا طاقة له بفراق ولده العزيز، فنرجو منك أن تترحّم علينا وعلى أبيه فـ(إنّا نراك من المحسنين).
﴿ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ﴾ بدله ﴿إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾ إلى الناس وإلينا.