والآية الاُخرى تُضيف (وإذا قيل له اتّق الله أخذته العزّة بالإثم)(5) فتشتعل في قلبه نيران التعصّب واللّجاج وتجرّه إلى المعصية والإثم.
فمثل هذا الشخص لا يستمع إلى نصيحة النّاصحين ولايهتم للإنذارات الإلهيّة، بل يستمر على عناده وإرتكابه للآثام والمنكرات مغروراً، فلا يكون جزاءه إلاّ النار، ولذلك يقول في نهاية الآية (فحسبه جهنّم وبئس المهاد).
وفي الحقيقة أنّ هذه هي أحد الصّفات القبيحة والذّميمة للمنافقين حيث أنّهم لا يستسلمون للحقّ بسبب التعصّب والتحجّر وقساوة القلب، وهذه الصفات الذّميمة تبلغ بصاحبه إلى أعلا درجات الإثم، فمن البديهي أنّ مثل هذه الأخشاب اليابسة المنحرفة لا تستقيم إلاّ بنار جهنّم.
وذهب بعض المفسّرين إلى أنّ الله عزّوجلّ وصف هؤلاء الأشخاص بخمس صفات في الآيات المذكورة آنفاً، الاُولى: أنّ كلامهم يخدع الإنسان، الثانية: أنّ قلوبهم ملوّثة ومظلمة، الثالثة: أنّهم ألدّ الأعداء، الرّابعة: أنّهم إذا سنحت الفرصة فلا يرحمون أحداً من الإنسان والحيوان والزرع، الخامسة: أنّهم وبسبب الغرور والتكبّر لا يقبلون أيّة نصيحة.
): ﴿وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ﴾ حملته الحمية الجاهلية على الإثم الذي أمر باتقائه ﴿فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ﴾ كفته عقوبة ﴿وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ الوطء هي له.