التّفسير
اليوم الذي تشخّص فيه الأبصار!
كان الحديث في الآيات السابقة عن يوم الحساب، وبهذه المناسبة تجسّم هذه الآيات حال الظالمين والمتجبّرين في ذلك اليوم، ثمّ تبيّن المسائل المتعلّقة بالمعاد وتكمل الحديث السابق حول التوحيد وتبدأ في تهديد الظالمين: (ولا تحسبنّ الله غافلا عمّا يعمل الظالمون).
وهذا في الواقع جواب لاُولئك الذين يقولون: إذا كان لهذا العالم إله عادل فلماذا يترك الظالمين وحالهم؟ هل هو غافل عنهم أم لا يستطيع أن يمنعهم وهو يعلم بظلمهم؟
فيجيب القرآن الكريم على ذلك بأنّ الله ليس غافلا عنهم أبداً، لأنّ عدم عقابهم مباشرةً هو أنّ هذا العالم محلّ الإمتحان والإختبار وتربية الناس، وهذا لا يتمّ إلاّ في ظلّ الحرية، وسوف يأتي يوم حسابهم (إنّما يؤخّرهم ليوم تشخص فيه الأبصار
﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ﴾ يؤخر عقابهم ﴿لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾ أبصارهم فلا تستقر أو لا تنطبق للرعب من هول المطلع.