ثمّ يأتي نداء السماء بلهجة لاذعة، يا محمّد (ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون) فهم كالأنعام التي لا تعرف سوى الحقل والعلف، ولا تفهم سوى اللّذات المادية، وكل ما تريده لا يتعدى إِطار ما تعرف وتفهم.
إِنّهم لا يدركون فقه الحقائق، لأنّ حجب الغرور والغفلة والأماني الزائفة ختمت على قلوبهم.
و لكن، عندما يصفع الأجل وجوههم وترتفع تلك الحجب عن أعينهم، وحينما يجدون أنفسهم أمام الموت أو في عرصة يوم القيامة، هنالك سيدركون عظمة حجم غفلتهم ومدى خسرانهم، وكيف أنّهم قد ضيعوا أغلى ما كانوا يملكون!!
﴿ذَرْهُمْ﴾ دعهم ﴿يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ﴾ بدنياهم ﴿وَيُلْهِهِمُ﴾ يشغلهم ﴿الأَمَلُ﴾ الطويل الكاذب عن الإيمان ﴿فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ﴾ وبال ما صنعوا إذا حل بهم.