ولم يكتف بذلك بل شمل العذاب المدينة أيضاً (فجعلنا عاليها سافلها).
وزيد في التنكيل بهم (وأمطرنا عليهم حجازة من سجيل).
إِنّ سقوط الحجارة على رؤوسهم ربّما كان يستهدف مَنْ لم يمت من الصيحة المرعبة ولم يصبح تحت الأنقاض، وربّما لأجل محو أجسادهم وجثثهم من على الأرض كي لا يبقى أثر لهؤلاء القوم المجرمين، حتى أنّ المار على تلك الديار بعد نزول الأحجار لا يصدق بسهولة أنّها كانت مدينة معمورة!!
ثمّ إِنّ نزول هذا العذاب ذو المراحل الثلاث (الصيحة الرهيبه، قلب المدينة، المطر الحجري) - رغم أن كل واحدة منهن كانت تكفي لقطع دابر القوم - كان لمضاعفة عذابهم لشدّة فسادهم وجسارتهم وإِصرارهم على إِدامة التلوّث بتلك القبائح الشنيعة، وكي يكون عبرة لمن يعتبر.
﴿فَجَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا﴾ بأن رفعها جبرائيل وقلبها ﴿وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِّن سِجِّيلٍ﴾ طين متحجر.