التّفسير
الحيوان ذلك المخلوق المعطاء:
بعد أنْ تحدثت الآيات السابقة عن نفي الشرك، جاءت هذه الآيات لتقلع جذوره بالكامل، وتوجه الإِنسان نحو خالقة بطريقين:
الأوّل: عن طريق الأدلة العقلية من خلال فهم ومحاولة استيعاب ما في الخلائق من نظام عجيب.
الثّاني: عن طريق العاطفة ببيان نعم اللّه الواسعة على الإِنسان، عسى أن يتحرك فيه حس الشكر على النعم فيتقرب من خلاله إِلى المنعم سبحانه.
فيقول: (خلق السماوات والأرض بالحق).
وتتّضح حقّانيّة السماوات والأرض من نظامها المحكم وخلقها المنظم وكذلك من هدف خلقها وما فيها من منافع.
ثمّ يضيف: (تعالى عمّا يشركون).
فهل تستطيع الأصنام إِيجاد ما أوجده اللّه؟!!
بل هل تستطيع أن تخلق بعوضة صغيرة أو ذرة تراب؟!!
فكيف إِذن جعلوها شريكة اللّه سبحانه!!!!... والمضحك المبكي في حال المشركين أنّهم يعتبرون اللّه هو الخالق عن علم وقدرة لهذا النظام العجيب والخلق البديع... ومع ذلك فهم يسجدون للأصنام!!
﴿خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ﴾ بمقتضى الحكمة ﴿تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ﴾ به من خلقه.